رواية التحولات أو الحمار الذهبي اول #رواية في تاريخ البشرية التي كتبها لوكيوس أبوليوس (125 ق.م – 180 ق.م) ذو اصول جزائرية
لوكيوس ابوليوس .. كاتب لاتيني وخطيب نوميدي او بالاحرى ليبي .. فيلسوف ، عالم طبيعي ، كاتب أخلاقي ، روائي ، مسرحي ملحمي و شاعر غنائي ... ولد حوالي عام 125 ميلادية ، في مدينة "مادور" ، والتي يطلق عليها اليوم "مداوروش" في ولاية سوق أهراس ، شرق الجزائر.
كان يسمي نفسه في مخطوطاته أحيانًا "أبوليوس المادوري الأفلاطوني" أو "الفيلسوف الأفلاطوني" و يعرف في داخل الجزائر بإسم "أفولاي" (مصطلح امازيغي) ... توفى حوالي 180 ميلاديه.
كان أبوه حاكما بلديّة ميسورا قد تقلّب في مناصب الحكم البلدي التي كانت حكرا على وجهاء المدن وأغنيائها ، فلم يستصعب عليه امر تلقين العلوم و تعلمه على يد كبار العلماء في تلك الفترة فكان من الأدباء وكبار المثقفين الأفارقة ، ممّن ذاع صيتهم في ذلك العصر الذّهبي.
ثم ايقن في فترة لاحقة أنّ تكوين المثقف لا يكتمل إلا بالاقبال على التعاليم الفلسفية والسفر إلى بلاد اليونان.
فشدّ الرحال إلى أثينا التي كانت على مرّ القرون ، عاصمة الفلاسفة وموطن الحركات الفكرية ، وخاصة وقد استرجعت في بداية القرن الثاني بعد الميلاد الاداب اليونانية حيويّتها ، وانتصب بأثينا الفيلسوف "غايوس" (Gaios) مجدّدا للمدرسة الأفلاطونية ، فتتلمذ ابوليوس على يد مدرسي الفلسفة الأفلاطونية من أتباع غايوس ، وتعرّف إلى كتبهم واطلع على متونها وشروحها و ارتوى منها كثيرا ..
لكن المدرسة الافلاطونية اصبحت منذ بداية القرن الثاني تشهد انزلاقا تدريجيا من كل ما تعلق بالعلوم الفلسفية و شعبها الى الميول نحو التدين و التصوف بعد ان اقتصادات تعاليمها على السرد و تلقين القواعد المبسطة و الجامدة من ناحية اخرى .. فقد اثر هذا التغير على ميول ابوليوس ايضا و تحول إلى شغف لديه و اقترن بميله إلى التنقّل والسفر ، فحرص على توسيع دائرة اكتشافه و اطلاعاته ، إلى زيارة البقاع والمعالم الشهيرة بعدّة بلدان خاصة الشرقية منها.
بالانتقال الى مؤلفاته ... لديه العديد منها .. تناول فيها العديد من المواضيع حيث احتفظت المكتبة اللاّتينية على وجه الخصوص بثلاثة كتب مهمّة.
* كتاب "الأزاهير":
نجد مختارات من الخطب والمحاضرات التي كان يتناول فيها موضوعات مختلفة يصعب تصنيفها لأنه لا يتقيّد بالموضوع المطروح ، بل يستغلّ فرص الاستطراد جميعها ويجتهد في البحث مما يسمح له لعرض معلوماته الكثيرة المتنوعة ويسحر المستمعين ببديع الكلام ، فيحاضر تارة في الفلسفة ، لكنه لا يجد حرجا في التخلّص من النظريات الفلسفية والتأملات الفكريّة إلى النّوادر الطريفة. ويحاضر تارة أخرى في أدب الرحالة ، فيروي غريب المغامرات ويمتع مستمعيه بذكر عجيب الأخبار ، لكنه يخلّص بعد ذلك للحديث عن مشاهد الحياة اليومية وطريف الحوادث
* كتاب "الدفاع":
و يعرف كذلك بكتاب "السحر" فقد دوّن ابوليوس في صيغة أدبيّة المرافعة التي تقدم بها دفاعا عن نفسه عند محاكمته بمدينة صبراطة بتهمة ممارسة السحر و الشعوذة. لكنّ أبوليوس اغتنم فرصة خلط خصومه بين الممارسات السحرية والتجارب العلمية التي كانت تقوم بها في المخابر التي جهزها بمنزله ، عملا بمقتضيات مواد البحث في علم الطبيعة أو في علم البصريات ، فبينّ ببراعته المعهودة و فصاحته في الشرح أن ريبة خصومه وشكوكهم هي راجعة إلى جهلهم بأبسط مقتضيات العلوم وتجاربها. فبراعة الحجة تعوّض في كتاب "الدفاع" متانتها ولطف الاستهواء ورونق الأسلوب وبلاغة التعبير فاكسبت الكتاب قيمته الأدبية المستحقة.
* كتاب "المسوخ" أو "التحولات" - وقد ورد كذلك بعنوان "الحمار الذّهبي"
من أشهر آثار الأدب اللاّتيني على الاطلاق كما تعتبر اول رواية تصل كاملة في تاريخ الانسانية. فلأول مرة في تاريخ الأدب اللاّتيني تبرز رواية نثريّة وتلاقي نجاحا شبيها بنجاح ورواج الروايات النثرية اليونانية. حيث يتناول في هذه الرواية غرائب مسخ الانسان فيقتبس ويتصرّف ، ويضفي روحا طريفة وطابعا جديدا على قصّة شابّ يدعى لوقيوس كان شغوفا بأخبار السحر والسّحرة:
"لقد نزل لوقيوس في ضيافة ساحرة وأراد التحوّل إلى شكل عصفور ، لكنه استعمل غلطا مرهما تحول شكله تحويلا شنيعا ، فأصبحت حمارا ، شكلا وخلقة ، لكنه لم يفقد الذاكرة والفكر والقدرة على الملاحظة والنقد".
بعد سرد هذه الأحداث في الفصول الثلاثة الأولى ، تروي الفصول السبعة الموالية مغامرات الحمار لوقيوس ، وهي نسيج من وقائع وتقلّبات قصص السّحر والصّعاليك ، وروايات مكر الزوجات وحمق الأزواج ، فتتوالى الأحداث والفصول المضحكة والمشاهد المأسوية عليه
تعليقات
إرسال تعليق